احلام ابليس






أحلام إبليس
منة الله رأفت
الطبعة الأولى ، 2011

دار اكتب للنشر والتوزيع

موبايل :0110622103
E – mail : dar_oktob@gawab.com
المدير العام :
 يحيى هاشم
تصميم الغلاف :
عبد الرحمن حافظ
تدقيق لغوي :
ضحى صلاح
رقم الإيداع :
I.S.B.N:
جميع الحقوق محفوظة©


أحلام إبليس


منة الله رأفت



الطبعة الأولى
2011





دار اكتب للنشر والتوزيع







إهداء





                       
أنا منة خلقني الله من دمك...... وحلانى بصفات منك
فنعم الحضن بين صدرك ...... وسعدي اننى بنتك
يا أجمل أب علمنى ........ وحوطنى بحنان حبك
تقبل بكر اعمالى ....... كعرفاني لجميل فضلك

الي ابي الغالي ..اهديك هذه الكلمات
                                          للشاعر محمد الحمايل
كما اهديك هذه الرواية وكل اعمالي السابقة والقادمة عرفانا مني بجميللك علي ...اطال الله عمرك وحفظك لنا
ابنتك
منة الله رأفت









تنويه :
اغلب الشخصيات والاحداث الموجودة بالرواية هي من نسج الخيال ولا علاقة لها بالواقع





الشخصيات:

شباب الميتال :

هم مجموعة من الشباب تطيل شعرها وذقونها وترتدي ملابس سوداء وكثير من الحلي والأساور والخواتم المعدنية منهم.. و هناك العديد من محبي و مستمعي الميتال في العالم العربي، وأغلبهم يستمعون لفرق Iron Maiden و M e t al l i c a و Voivod أو كما يعرفوا بال Main Stream M e t a l Artists
فقد تم ربط موسيقى الميتال في العالم العربي في كثير من الأحيان بعبده الشياطين. وذلك بسبب طبيعة الموسيقى الصاخبة و عدم معرفة الشارع العربي بهذا النوع.وذلك بالإضافة للتقليد الأعمى من الشباب العربي للصراعات الغربية في عالم الميتال التي لا تتناسب مع عادات و تقاليد المجتمعات العربية.ومن جهة أخرى هناك فئة قليلة من مستمعي الميتال و خاصة البلاك ميتال (Black M e t a l) في العالم العربي من لديهم نشاطات بشأن عبادة الشيطان.ولكن من غير الواضح إذا ما كانت تلك النشاطات جدية أم إنها سبب للتميز عن الغير و تطبيق مبدأ خالف تُعرف...لكن شباب الميتال لا يعتبر نفسه من عبده الشيطان ويرفض ان يصفهم احد بهذا الوصف او ينسب لهم هذه الديانه او النشاطات الغير مقبوله
ويمثلهم بالرواية:
محمد – الفرقة الثانية اداب لغة انجليزية
نهي  - الفرقة الثالثة السن
كرستين- الفرقة الرابعة حقوق
وائل-الفرقة الثانية عربي
شباب الايمو:
وقد اتخذوا هذا المصطلح تعبيريا عن مدي إحساسهم ورفاهية مشاعرهم فهم مجموعة من الشباب تملئهم العاطفة يرتدون الجينز الضيّق والقميص الضيّق يحمل علامة الإيمو أو أحد شعارات فرق الروك-إيموغالباً ما يكون أسوداً ذو مربعات بيضاء وعلامات زهرية, وكذلك الجواكيت ذات الزر السفلي الوحيد المزرر الحلق في كافة أعضاء الجسد, الكثير من الأساور. والنظارة ذات الأطراف العريضة السوداء


وكما سبق أن ذكرت ، أن الإيمو عاطفيون وحساسون بطبعهم، يميلون إلى الكآبة والبكاء

مكسوري القلب ويميلون إلى الحب الغير متبادل و يقولون أننا دائما منبوذين من مجتمعنا لأن لا أحد يستطيعون فهمنا وخشي علماء النفس في بداية ظهور هذه الحركة على المراهقين من الضرر النفسي أو الجسدي الذي قد يلحق بهم نتيجة كآبتهم الدائمة، والخشية من ميلهم للانتحار. لكن الإيمو يصفون أنفسهم بأنهم طيّبون من الداخل لا يميلون إلى العنف ، ويبتسمون كثيراً، بابتسامتهم الحزينة تلك. ولا زال الجدل قائماً حول حقيقة نفسيتهم النزاعة للحزن
وكثرت احزانهم التي تجعلهم يميلون للانتحار و شق أنفسهم بما هو حاد حتى ولو لم يكونوا يردون الانتحار
وإيمو شخصية شاعرية نزّاعة لكتابة الشعر وسماعه، يعالج شعرهم ارتباكهم والكآبة والشعور بالوحدة والغضب الناتج عن عدم قدرة الأشخاص العاديين لفهم مشاعرهم. والقاسم المشترك بين المؤلفين هو الشعور بأن الحياة هي الألم

لكنهم الآن في تطور كبير وأعداد كثيرة وبأعمار مختلفة كبار وصغار ولهم شعارات مختلفة وغريبة جدا
يمثلهم بالرواية
ندا-الفرقة الثالثة السن
محمود-تربية الفرقة الاولي
يس-نظم ومعلومات الفرقةالاولي
خديجة-تربيه عربي الفرقة الاولي

شباب الجامعة :
هم مجموعة من الشباب شغلتهم قضايا الوطن واهتموا بدراساتهم وعشقوا البحث العلمي منهم
ايمان – الفرقة الثالثة اعلام-تعشق البحث
جميلة-الفرقه الثالثة اعلام-تهتم بالدراسة فكل احلامها ان تنتهي من دراستها
هيثم-زميل ايمان وجميله وبنفس الدفعة -ذو طابع ثوري وله ميول سياسية
عبد الرحمن-الفرقة الثالثة السن-لا يشغل باله شئ فالجامعة مكان للعلم والمتعة
شباب الجماعه :
وتعتبر الجماعه هي احد الجماعات المتطرفة دينيا فيحرمون ما أحله الله ويمارسون القوه لإرساء أرائهم وأفكارهم قد يتهمهم البعض بالإرهاب ...ويقفون في جماعات صغيره وكبيره أحيانا ويحاولون زرع قيمهم وأفكارهم في الآخرين معتبرين أنفسهم سفراء ورسل الإسلام في الأرض
احمد-الفرقة الثالثة لغات وترجمة
عبد الله-الفرقة الرابعة عربي
نهاد- الفرقة الثانية آداب عربي
فاطمة-زميله نهاد في الدفعة
الآباء :
ا/نادر   والد ايمان ويعمل صحفي بجريدة الوطن
م/مني مهندسة ديكور والدة ايمان
هناء /طبيبة نساء وتوليد والدة نهي
يوحنا/والد كرستيين وهو احد القساوسة
ابراهيم / والد ندا مدير بنك



شخصيات ثانويه
الشيخ ناصر /داعية اسلامي
القديس دنيال/ قسيس احد الكنائس
بيتر لوبيتز/ ممول أجنبي
ليزا /عابدة إبليس
اللواء /محمد المنفلوطي
النقيب سامح الأشقر









(1)
كان واقفا أمام ممر العشاق..الممر او الشارع  الذي اشتهر اسمه بين شباب الجامعة بهذا الاسم لتطرفه في احد نواحي الحرم الجامعي ...وقف وسط اصدقائه علي مقربه من هذا الممر و علي وجهه العديد والعديد من الطلاسم التي لا يعرف حل لغزها إلا من يقف حوله فهم أيضا يشبهونه تماما لا احد يعرف لماذا يرتدون هذه الملابس القاتمة وكل هذه الحلي الغريبة الشكل فالجماجم والقلائد والحلقان تتبعثر علي جلودهم وملابسهم وكأنهم اتخذوا من رموز الماسونيه شعار يسيرون خلفه دون وعي او بوعي
فلم يفهمهم الكثيرين ولم يحاول الكثيرون الاقتراب منهم وكأنهم يحملون العدوى التي تكاد أن تفتك بمن يقترب منهم...فاجتنبهم العديد واعتبروهم بعض ممارسي السحر الأسود أو إنهم عابدي الشيطان الذين سجنوا او قتلوا ثم عادوا الآن لينتقموا ممن يقترب منهم
انه  محمد احد شباب الميتال يقف وسط مجموعه من اصدقائه الذين يعشقون سماع موسيقي الميتال والبلاك ويقلدون ملابس مغنوا هذه الموسيقي ...يتحدث الي اصدقائه
محمد:شفت الحفلة أمبارح كانت دمار يا معلم
يضحك الجميع مصدقين ما يقوله ويتحدثون بصوت عالي ..يتغنون ويدخنون يرقصون ما تعلموه من رقص غربي ..وبينما يتحدث هؤلاء في صخب تجلس ندا وهي من ضمن جماعة الايمو- ومصطلح الايمو مصطلح مختصر من ايموشن بالانجليزيه وتعني مشاعر وأطلقوا علي نفسهم هذا الاسم لما بهم من رفاهة في الإحساس وشعور  بالحزن واتخذوا من الألوان القاتمة والاوشام ما يعوضهم عن هذا الحزن فتصوروا إن المبالغة في الحزن أو الرقص أو الإحساس بالألم الخارجي ينسيهم الألم الداخلي – بينما تجلس وترسم ندا علي كتفيها بالقلم الحبر بعض الاوشام والرموز الماسونيه والشيطانيه 
يقف جماعة من شباب المنتمين لأحد الجماعات المتطرفة دينيا -يتلامزون ويدمدمون برفضهم للأوضاع الخاطئة التي يرونها إمامهم ويقول احمد وهو واحد من المنتميين للجماعة
احمد : استغفر الله العظيم-الكفر والطغيان ملء كل مكان..ربنا                                                                                                                                                               يرحمنا  من الفجر ده ..يارب أرنا فيهم عجائب قدرتك

وهناك تقف ايمان وهي من الطلبه التي لا ينتمون لأي جماعه أو حزب فهي وأمثالها يعتبرون الجامعة مكانا لتلقي العلم فقط دون النظر الي أي نشاطات او انتماءات سياسيه او دينيه..لكنها بداخلها بركان يفور بالتطلع الي المزيد من المعرفة في كل الشئون فقد أخذت من والدها الحس الصحفي وأصبحت تستشعر بكل خطر قريب أو يقترب من المجتمع
تشاور ايمان  علي ندا وهي ترسم علي كتفيها وتحدث أصدقائها عنها                                         
ايمان: شوفي شوفي ..البنت اللي هناك دي بتعمل ايه
فترد عليها جميله وهي بنت سمراء اللون رفيعة ترتدي الحجاب اعتادت أن تسير بجوار الحيط كما تسمع من أمها فأصبحت تسير بداخله من كثرة خوفها من كل شئ
جميله : بس بس ..ملكيش دعوة بيها دي من عبدة الشيطان
ايمان   :يا شيخة ..هو لسة في عبدة شيطان
جميله :انتي مش شايفة عامله ايه في نفسها

ايمان : لا حرام متظلمهاش ممكن تكون عامله استايل   كده  وخلاص اهي تقليعه من اللي بنشوفها كل يوم وياعالم ايه المستخبي تاني
تقولها ايمان وهي تنظر بتمعن فيما ترسمه ندي علي يدها وما ترتديه من قلائد غريبه الشكل يقطع نظرتها هيثم زميلهما وهو شاب وسيم اسمر يعشق العمل السياسي والتطوعي
هيثم : ايه بتتوددوا علي مين يا بنات؟؟
ايمان:لا ابدا بس كنا بنبص علي البنت اللي هناك دي واللي بترسمة
هيثم: مش  تبطلوا غيره البنات دي ولا هو ده طبع فيكم ؟؟
جميله :غيره ...غيره ايه.. .طب يالا يالا ميعاد المحاضرة 
بينما هم يتحدثون ويضحكون تقترب نهاد وفاطمة وهما صديقتان في الفرقه الثالثة اداب عربي وينتميا لجماعة الاخوان المسلميين ويرتديا النقاب
تقتربا من ندا وهي لم تزل تزخرف كتفيها وزراعها كالرسام في حاله جنونه الفني
فاطمة : السلام عليكم
تنظر اليها ندا في تعجب ولا ترد السلام
نهاد  ممكن نتكلم معاكي شوية يا اخت
ندا   : انتو تعرفوني
ترد عليها فاطمه وقد اتخذت موقفا حازما يسيطر عليه التعصب الديني
فاطمة انتي مسلمة ولا مسيحية
ندا  وهتفرق معاكم ايه
ندا كنا عايزين نكون سبب في هدايتك بصراحه شكلك
تقاطعها ندا في غضب تزداد نبرة صوت ندا  حدة وعصبيه ويرتفع صوتها
ندا :ماله شكلي ..وتهدي مين انتي وهي
روحوا دوروا علي نفسكم
انتوا هتعمللوا فيها خضرة الشريفة واللي يدور عليكم يلاقيكم
تلتفت حولها فاطمه في توتر وخجل وتحاول مقاطعه قذفات صوتها
فاطمة:احنا اسفيين الظاهر اني مفيش فايدة
يالا بينا يا نهاد
تقترب من ندا خديجه صديقتها وهي مثلها ترتدي نفس الملابس وتغرق في نفس القلائد والحلي محاوله تهدئتها
خديجه: ايه يا ندا في ايه ...اهدي شويه الجامعه بتتفرج علينا
ندا: ما يتفرجوا ولا يتهببوا ..هو كل شويه واحدة تعمللي نفسها شيخة وتيجي تديني كلمتيين هم شايفني كافرة
خديجه: محدش قال كده بس اهدي شويه
تمسك نهاد بفاطمه محاوله الهروب من امامها ومن اعين شباب الجامعه
 نهاد: خلاص خلاص احنا غلطانيين يا ستي ...ربنا يهديكي...السلام عليكم
يلتفت الجميع علي الصوت المرتفع والتي اصدرته ندا
ايمان :ايه ده ايه ده في ايه
هيثم:ملناش دعوة يالا بينا
جميله:الله خناقة ...استنوا استنوا نتفرج
تشاور كرستين
علي المنتقبيين -وهي بنت شقراء تنتمي لجماعه الميتال وترتدي ملابسهم – وتحدث اصدقائها
كرستين :اد ايه الناس دي متطفلة ... دول جاءوا  من كام يوم بيحثوني علي الدين ...ازاي امشي بالاسلام وانا مسيحية اصلا
يرد عليها محمد في استنكار للموقف
محمد: سيببك منهم دوول عايزيين يمشوا الكون علي هواهم..دوول شايفيين الناس كلها كفرة
يزيد وائل استنكار محمد وهو شاب يبدو علي ملامحه الاستهتار والتبجح
وائل:ده كفاية انهم جماعات مشبوهه
اللي يقرب منهم يروح اللومان...دوول ارهابيين
يزعر احمد وعبدالله من موقف ندا وهم من ابناء الجماعه  ويفور بداخلهم بركان يطفئه اسوار الجامعه
احمد:ايه ده يا عبدالله الظاهر البت المتبرجة دي بتخانق المنتقبات دوول
عبد الله:يا ساتر استر يارب..
انا هروح انده بقيت الجماعة وانت تابع الموقف علي ما نرجع
تنصرف الفتاتيين من امام ندا وتظل ندا تدمدم بسخرية عليهم بينما تسير الفتاتين في صمت فيوقفهما احمد وهو احد جماعة الاخوان
احمد خير يا انسة ايه المشكلة
فاطمه : لا ابدا اخ احمد كنا بنحاول دعوتها وهدايتها
انت شايف منظرها هي واصحابها كله تبرج وفسق
احمد: يا ستار يارب ..ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت ايدي الناس
استحمللي يا اخت .. الدعوة مش سهلة ..والاجر والثواب عند الله
فاطمه:اكيد اخ احمد ..الله يجازيك الخير
احمد:انتوا حفظتوا السور القرانية اللي اخدناها في المسجد
نهاد:اه الحمد لله
احمد:طيب يا اخت في درس انهارده في المسجد
فاطمه:عارفين يا اخ احمد
 وهنحضرها ان شاء الله...جزاك الله خيرا والسلام عليكم

(2)
تدخل ايمان وجميلة وهيثم المدرج لحضور المحاضرة ويشغل بال ايمان ملابس ندا واصدقائها
ايمان:هيثم هم ليه العيال دوول بيلبسوا كده
هيثم:عيال مين
ايمان:يا ابني اللي حصل معاهم خناقة تحت مع المنتقبات
هيثم:اهم بيقلدوا يا ايمان ....تلاقيهم فاكرين نفسهم استايل ..وبعديين ملناش دعوة
ايمان:لا احساسي انهم مش بيقلدوا وبس دول اكيد وراهم حاجة
هيثم:ايوة علم النفس هيخرج اهو
ايمان:طب اراهنك ان العيال دوول وراهم حاجة
هو عبد الرحمن في السكشن بتاعة ولا مجاش
هيثم:معرفش .. وبس بقه لحسن كلنا هنطرد برة
ايمان:انا هطرد نفسي
تقوم وتتوجة للخروج من المدرج
جميله:هي رايحة فين
هيثم:انا عارف ...؟! ربنا يستر
 (3)
تخرج ايمان من المدرج وتتوجة الي ارض الحرم الجامعي تمسك باللاب توب الخاص بها وتحاول تبحث عن قصة هذه الملابس التي تنتشر بالجامعة ويختص بها بعض الجروبات المنغلقة علي نفسها
يدخل عليها عبد الرحمن وهو شاب ابيض اللون قوي البنيه شعره بني
عبد الرحمن:ايه الللي شغللك اوي كده
ايمان:عبدة انت جيت ..
عبدالرحمن:ايه بتعمللي ايه وفين باقي العيال
ايمان:فوق في المحاضرة ..وانا سبتهم ونزلت وبحاول اعرف معلومات من النت عن العيال دوول شكلهم كده مش مريحني
عبدالرحمن:طب بس بس متتعيبيش نفسك انا هحكيللك هم ليه لابسين كده
ايمان:انت عارف بجد...احكيلي بقة
يشاور علي شباب الميتال
بصي يا ستي مجموعه الشباب دي كل اللي شاغل بالهم الاغاني الاجنبي والميتال والروك بالتحديد بس هم مأفورنها شوية وواخديين الستايل بتاع المغنيين دوول وكمان بيقلدوا الاجانب اللي بيحبوا النوع ده من الموسيقي في اللبس والاكسسوار والحفلات 
ايمان :يعني هو كل اللي يحب موسيقي يعمل كده في شكلة ده انا لما بعدي من جنبهم بخاف منهم ...علي كده انا بحب ام كلثوم البس فساتيين خضرة ولا عليها ورد
عبد الرحمن:ههههههههههه....هم شايفيين انهم كده ستايل وبيعمللوا اللي هم عايزينة
ايمان:يعني هم بيقلدوا عبدة الشيطان طريقة لبس وحفلات وموسيقي
عبد الرحمن:بصي الموضوع حساس وفيه لبش ملكيش دعوه بيه
تشاور ايمان علي جماعة الايمو
طيب ودوول بقة
عبد الرحمن:دوول بقة يا ستي جماعة الايمو
ايمان:ايمو؟!

عبد الرحمن:اه  شوية شباب كده حساسيين شوية عمللوا لنفسهم الشكل اللي انتي شايفاه ده عشان يعرفوا بعض وطبعا بيقلدوا الاجانب بردوا
ايمان:انت بقة عرفت كل ده منين
عبد الرحمن :يا بنتي من مواقعهم علي النت بتقول كل شئ وبعدين انتي ناسية ان ندا ونهي معايا في الدفعه
ايمان:اممممممممم بس الموضوع ده لازم له شوية بحث هم ليه بيعمللوا كده اكيد بيعانوا من شئ
عبد الرحمن:مش شرط يكونوا بيعانوا من شئ محدد ...عندك مثلا الجماعات الدينيه ما هم كمان عامليين لنفسهم شكل مميز وكل اللي بيقوللوا انهم بيحبوا القران وبيحبوا الاحاديث .....ليه ماخدوش ان لبس دول مشكلة زي ما وخديين ان دول لبسهم مشكلة
اهي حرية كل واحد بيعمل اللي هو عايزة
ايمان:انت شايف كده ...بس انا بختلف معاك الناس دي وراها حاجة ومش بسستثني منهم الجماعات الدينيه وكلنا عارفييبن ان ليهم تمويل وبيجي منين ...وايه اللي بينادووا بيه لكن دوول جداد علينا ...واانا بقة هجيب أرار الموضوع
عبد الرحمن:بس ياريت تحرصي ..الموضوع مش سهل زي ماانتي فاكره
ايمان:متقلقش عليا ..اسيبك بقه دلوقتي وهمشي عشان ورايا حاجات هعملها في البيت..سلمللي علي العيال
عبد الرحمن:طيب اجي اوصللك
ايمان:لا خليك انت ..هم شوية وجايين
تسير ايمان في اتجاهها لباب الجامعة تقترب من ندا وتبتسم لها كنوع من انواع التحية وترد عليها ندا بنفس الابتسامة ...تسير ايمان وتخرج من الجامعة






(4)
تصل ايمان لمنزلها لتجد والدها بالمنزل – المنزل انيق ويظهر به نوع من الرقي والفخامة
تدخل ايمان وتقبل والدها
ايمان:كاتبنا الجميل قاعد انهارده يعني
نادر:انتي اللي رجعتي بدري
ايمان:والله يا بابا موضوع شاغلني اوي لازمله شوية بحث قلت اجي واحاول افكر لوحدي
نادر:وياتري ايه الموضوع الجامد اوي ده
ينصت والدها لها باهتمام
ايمان:شباب عندنا في الجامعه لبسهم غريب وشكلهم غريب وتصرفاتهم كمان وواحد زميلنا قاللي انهم جماعات جديدة عايزة تعيش بحرية سموا نفسهم جماعة الايمو والميتال .. وانا بصراحة عايزه اعرف ايه موضوع الناس دي وليه بيعملوا كده
نادر:طيب وانتي عشان تبحثيهم صح لازم تدخلي وسطهم
بس ده خطر عليكي

ايمان:انا عارفة اني لازم ادخل وسطهم ...وعارفة ان ده صعب ..لكن مفيش حل غير ده
مني والدتها:تدخللي وسط مين احنا ناقصيين مصايب ..انتي تبعدي عن الموضوع ده خالص
نادر:استني بس يا مني ..البنت جريئة ومعاها موضوع حلو
مني:هو انت عشان تشتغل نضحي ببنتنا
نادر:هههه...اعملي يا حبيبتي اللي بتفكري فيه متخليش عقللك نفسة في حاجة
ايمان:بجد يا بابا شكرا
نادر:بس اهم شئ تخلي بالك من نفسك
مني:ايه ده وانا مليش رأي يا سي نادر هي مش بنتي زي ماهي بنتك
نادر:منمون حبيبتي انا عارف انك خايفة عليها وانا كمان خايف عليها لكن البنت لما تعمل اللي هي بتفكرفيه ادام عنينا وبتوجيهاتنا احسن ما تنفذه من ورانا


(5)
يجلس عبد الرحمن في احد نواحي الحرم الجامعي يبنظر الي نهي بعينين دامعتين يتذكر ايامهما سويا ..وكيف تغير حالها منذ ان سافر اباها وتحولت من حبه لحب الاكسسوار والموضه واغاني الميتال والبلاك ..وما اثره سامعي هذه الاغاني في شخصيتها وجعلوها تسرف في الاكسسورات حتي بدت كفترينه من الحلي بينما هو غارق في ذكرياته  يدخل عليه هيثم وجميلة
هيثم:ازيك يا برنس ..فينك من الصبح
جميله:مشفتش ايمان
عبد الرحمن:كانت معايا وروحت
هيثم:روحت ..ليه؟
عبد الرحمن:بتقول وراها حاجات
جميله:الندلة ده احنا متفقيين نروح مع بعض ..اه صحيح شفت الخناقة اللي حصلت
عبد الرحمن:خناقة ايه
جميله:بين اتنين منقبتين والبت ندا اللي معاك في الدفعة اللي من عبدة الشيطان دي
عبد الرحمن:عبدة شيطان ايه بس ...شكلكوا هتودونا في داهية
جميله:الله..!! انت مش شايف لبسهم ولا شعرهم
عبد الرحمن:هو اي حد لبس حاجة يبقي خلاص عابد للشيطان
هيثم:وانت مستغربين ليه ما كل ده بسبب الامبرياليه والجهل المنتشر في البلد
عبد الرحمن: هو جهل بس ده جهل وبطاله وغلو اسعار
جميله: انتوا هتتكلموا في السياسه يبقي اسيبكم لاني بصراحه معنديش استعداد اتحبس
هيثم:انتي خير دليل علي الجهل ..طول ما في ناس خايفه زيك عمرنا ما هنتغير
جميله:جهل جهل بس نعيش




(6)
تجلس ايمان تفكر كيف تدخل وسط هؤلاء الاشخاص الغرباء من اين تبدأ ...وكيف تجعلهم يقبلونها وفي يدها اللاب توب تبحث عن اسرار جماعة الايمو والميتال
تقوم فجأة ايوة هي دي الطريقة اللي هتخليني ادخل وسطهم انا لازم اهادي حد فيهم باسطوانة ميتال طب مين طب مين مفيش غير عبد الرحمن هو اللي يعرفني عليهم هو معاه بنتين في الدفعة بتاعته
اكلمة دلوقتي ...ولا الوقت متاخر ...يااااااااه الساعة 12 منتصف الليل خلينا بكرة في الجامعه ابقي اقول له







(7)
تجلس هناء والدة نهي   تقرأ احدي الكتب
المنزل يخيم عليه السكون والهدوء والفخامه في ذات الوقت تملأه التحف يمينا وشمالا وهناك توجد مكتبه كبيره يبدو وانها تضم امهات الكتب الطبيه منها والعلميه  ..تدخل عليها نهي وهي من ضمن جماعه الميتال وترمي عليها السلام بينما الام مشغوله عن ابنتها فترد عليها السلام دون ان تنظر اليها
نهي:مساء الخير
هناء:ازيك ...اتعشيتي
نهي:اه ..انا داخلة انام لحسن مرهقة اوي







(8)
داخل مسجد العزيز بالله يجلس احمد وعبدالله وباقي اصدقائهم للاستماع لخطبة الشيخ ناصر عن اسباب تخلف المسلميين والشيخ ناصر لا ينتمي لاي جماعه لكن افكاره تنحاز بتعصب للاسلام فهو لا يقبل الدوله العلمانيه ويحارب انشائها
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره،ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا
من يهدي الله فلا مضل له، ومن يضلل الله فلا هادي له.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،واشهد أن محمدا عبده ورسوله  اما بعد ..احبتي في الله
يقول الله سبحانه وتعالي في محكم اياته
( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته، ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون)
( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا، يصلح لكم أعمالكم، ويغفر لكم ذنوبكم، ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما ).

جموع الجالسين :لا اله الا الله
أما بعد أيها الأخوة:
نقلب صفحات الماضي المجيد ونجد أن القرآن يتحدث عن هذه الأمة فيقول:
(كنتم خير أمة أخرجت للناس).
ننظر إلى واقعنا وننظر إلى ماضينا ونجد الفرق الشاسع والفرق الهائل.
ننظر كيف كانت هذه الأمة التي هابتها الفرس والروم ثم كيف أصبحت غثاء كغثاء السيل لا يأبه الله بهم في أي واد هلكوا.
احمد: لا حول ولا قوة الا بالله
عبد الله:يارب لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا
أيها الأحباب:
بعد أن كنا سادة وقادة، ماذا دهانا وماذا أصابنا ؟ هذا هو موضوعنا أيها الأحباب
ويذكرنا الشاعر ويثير كوامن الحسرة والأسى عندما يقول في أبياته:

إني تذكرت والذكرى مؤرقة ……. مجدا تلدا بأيدينا أضعناه

أنى اتجهت إلى الإسلام في بلد……تجده كاطير مقصوصا جناحاه
كم صرفتنا يد كنا نصرفها……….وبات يملكنا شعب ملكناه
أيها الأخوة الكرام لما وصلنا إلى ما وصلنا إليه من التخلف والتأخر ولانحطاط وفي مؤخرة الركب، بل لا أقول في مؤخرة الركب، بل تبرأ منا الركب جميعا؟
لا أقول هذا مبالغة ولكنها حقائق تنطق أيها الأحباب، نشاهدها في الصباح والمساء.
من هذا المنطلق، وأخذا بقول الرسول صلى الله عليه وسلم:
(من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم).
جلسنا نلتمس الأسباب، ونبحث عن العلل علنا نصل إلى الداء ثم نشخص الدواء بعد ذاك
والله المستعان وعليه التكلان.
من أبرز الأسباب التي أوصلتنا إلى ما وصلنا إليه – أيها الأحباب- :
سقوط الخلافة ألإسلامية.
منذ بزغ فجر هذه الرسالة والخلافة قائمة يتناقلها خليفة عن خليفة وجيل عن جيل، وأمة عن أمة، وأدرك العدو أنه لن تموت هذه الأمة مادام لها أمير للمؤمنين فسلطوا سهامهم وشرعوا أسلحتهم  وحاكوا المؤامرات تلو المؤامرات  حتى أسقطوا هذه الخلافة.
ويخف الألم لو كان الداء سقط بأيدي  أعدائنا، ولكن مع الأسف أن بعض المسلمين هم الذين ساعدوا أعدائنا على سقوط الخلافة.
استطاعت أوربا ممثلة ببريطانيا أن تصور أن الخلافة شبح رهيب
صورت لنا أن الخلافة شبح رهيب، وسموه بالرجل المريض وأثاروا النعرات والقبليات
ثم بعد ذلك ساعدهم كثير من المسلمين حتى اعتبروا أن عدوهم الأول هي الدولة العثمانية أو الخلافة الإسلامية حتى أسقطوها.
هذا سبب رئيسي بأسباب تخلف وتأخر المسلمين.
ثم –أيها الأخوة- من الأسباب التي أدت بنا إلى ما نحن فيه من:
فصل الدين عن الدولة.

فصل الدين عن الدولة سبب رئيسي للمآسي التي نعيشها، لما ؟

لأنه –أيها الأخوة- لا يمكن أن يُحكم البشر إلا بشريعة رب البشر، فإذا أبعدت هذه الشريعة عن الساحة حُكم البشر بسنن البشر، والبشر عاجز وقاصر، وبهذا حل فينا ما حل فينا.
ويزداد ألمي عندما أجد أن كثيرا من المنتسبين للإسلام، والإسلام منهم براء أشد اقتناعا بفصل الدين عن الدولة أي بالعلمنة بمفهومها الصحيح.
في هذه الفترة وفي هذا الوقت يرفع الرئيس الأمريكي بانتخاباته للرآسة الأمريكية، يرفع الإنجيل أمام جمهوره ويقول:
(آن الأوان لأن نُحكم بالإنجيل، آن الأوان لعودة حُكم الدين للدولة).
هكذا يقول رجل على منهج منحرف، يقر ويعترف بأن فصل الدين عن الدولة يجنى على أمته الويلات، والمسلمون يقولون:
دع ما لله  للهِ  وما لقيصر ليقصر، ونقول لهم الكل لله –سبحانه وتعالى-
(الملك يومئذ لله).
جموع الجالسين :لا اله الا الله ...
لا اله الا الله
نعم –أيها الأخوان- فصل الدين عن الدولة مخطط رهيب لأن أولئك الأعداء علموا أن القرآن هو عدوهم الأول، ولذا جندوا جنودهم لإبعاد القرآن عن حكم المسلمين وقد نجحوا وللأسف.
إذا هذا سبب رئيسي وهو فصل الدين عن الدولة، وكثير من المسلمين هداهم الله لا يعون ولا يدركون خطورة هذا الأمر وهو خطر داهم وشر قائم
والمسلمون الآن في مشارق الأرض ومغاربها-إلا من عصم الله- يُحكمون بقوانين الشرق والغرب، بقوانين اليهود والنصارى والوثنيين، ولكنهم لا يخضعون لحكم الله.
ومن تخلى عن حُكم الله تخلى الله عنه.
(أفغير دين الله يبغون وله أسلم من في السماوات والأرض)
(ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون)
(ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون)
(ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون)
ظالم فاسق كافر من لم يحكم بما أنزل الله.
الهزيمة النفسية أمام الأعداء.
وهذه القضية من اخطر ما أدى بنا إلى ما نحن فيه وهي قضية مهمة جدا.
يقول الأمير شكيب أرسلان:
(من أعظم أسباب انحطاط المسلمين في العصر الأخير فقدهم كل ثقة بأنفسهم وهو من أشد الأمراض الاجتماعية، وأخبث الآفات الروحية، لا يتسلط هذا الداء على أمة إلا ساقها إلى الفناء).
لا يتسلط هذا الداء وهو الهزيمة النفسية على أمة إلا ساقها إلى الفناء.
عبد الله:سامع يا اخ احمد.. ده اللي بتعملله الحكومة دلوقتي..عايزانا نخرص ده حتي العلماء بيدفنوا تحت الارض
احمد:والله عندك حق يا عبد الله ...حكومة ظالمة ..فاسدة

(9)
يرقص محمد ووائل ويس في احدي الملاهي الليليه علي موسيقي الروك ويتبادلون الكؤوس المليئه بالخمور وسجائر الحشيش فالمكان معبء بادخنة السجائر وتتصاعد اصوات الموسيقي حيث تملاء الارجاء بنوع من الصخب فلا احد يري ما يفعله الاخرون وكل ملهي في حاله وفي اخر الصاله يجلس بعض الشباب والبنات يمارسون الحب..فهنا شاب يحتضن فتاته وهنا من يقبلها دون ملاحقة اعين الناس وهناك شباب وبنات يرقصون ويضحكون ويتحسسون اجساد بعضهم البعض ..








(10)
يجلس محمود وخديجة باحد الكافيهات يدخنون الشيشة يتحدثون عن حياتهم
خديجه:انا كتير بسأل نفسي اللي احنا فية ده صح ولا غلط
محمود:ليه بتقوللي كده
خديجه:مش هكدب عليك موقف ندا النهاردة ونظرة الناس لينا خلونني اسأل يا تري احنا صح ولا غلط
محمود:احنا بنعمل ايه غلط ...كل اللي بنعملله اننا بنحب نسمع موسيقي ..بنلاقي نفسنا متشابهيين في حاجات كتير فاولنا نلبس زي بعض
ايه المشكلة بقه ..الناس ليه مش سايبانه في حالنا
خديجه:تفتكر ولا بتكدب علي نفسك ...احنا بنهرب من حياتنا بتتاتوا نرسمة علي جسمنا بلبس نلبسة ..تقدر تقوللي احنا بنعمل ايه في حياتنا


محمود:احنا عايشيين يا خديجة زينا زي غيرنا بس الفرق اننا بنعمل اللي عايزينه من غير ما حد يقوللنا لا
خديجه:ياريتهم قاللونا لا ...نفسي اعرف ليه اهلي مبيسئلوش عليا زي بقيت البنات الساعة دلوقتي 12 يا تري هم عارفيين انا فين ...مع مين ..بعمل ايه...ولبسي ده انا عمري ما اقللوللي ايه اللي انتي لبساه ده ...ولا خوشي غيري ده وحش
محمود:اهو علي الاقل بيطمنوا عليكي لما تروحي وبيشفوكي داخلة وخارجة امتي حتي لو مبيسالوش وجودهم معاكي مطمنك
لكن انا اهلي سايبني من وانا عندي 12 سنة ومسافريين وانا هنا لوحدي
لا عارفيين باكل ولا لا... عيان ولا كويس
اسكتي اسكتي متقلبيش عليا المواجع
خديجه:علي رايك ...مهما قولنا مش هيسمعونا المهم ادينا عايشين



(11)
لم يزل احمد وعبدالله يجلسان بالمسجد لسماع الدرس الديني وقد فاضت اعينهم من الدمع ويواصل الشيخ ناصر القائه للخطبه
الجهل وتخلف المسلمين في العلوم الإسلامية والعلوم المادية.
المسلمون أو كثير من المسلمين جهلة في دينهم جهلة في دنياهم ، وهذا سبب أساسي ورئيسي للمرض الذي  نعيش فيه، ولداء الذي وصلنا إليه.
إذا –أيها الأحباب- الجهل الذي أصابنا، والجهل الذي حل بأمتنا أودى بنا إلى ما نعيشه الآن، ونتجرع كؤوس الذل والهوان اتجاه ذلك و تبعا لذلك.
ومن الأسباب التي أوصلت المسلمين إلى ما وصلوا إليه:
الإعجاب بالغرب واعتباره القدوة الصالحة.
نعم –أيها الأخوة- سأحاول أن أضع النقاط على الحروف، الإعجاب بالغرب إعجاب يبينه البعض ويبيته البعض الآخر، حتى وصل الإعجاب بالغرب أن يكون الذهاب إلى بلادهم أمنية يتمناها كثير من المسلمين، فيفتخر أنه زار أمريكا، أو زار أوربا أو زار الشرق أو الغرب.
لما يفتخر ؟
هذه هزيمة نفسية قاتلة، وإعجاب بالغرب وبما عنده، وكذلك يعتبره هو القدوة الصالحة في هذا المجال.
اعتبارنا للغرب بأنه هو القدوة أوصل المسلمين إلى ما وصلوا إليه.
كثير من المسلمين يبحثون عن العلم، يقولون في أوربا وأمريكا، لا أقول العلم الذي لا يجدونه في بلادهم، بل بعضهم ذهب ليدرس الشريعة الإسلامية في بريطانيا.
نعم وهذا موجود –أيها الأخوة- يشعر بمركب نقص إذا قال أنني أحمل شهادة من بلد إسلامي، ولكنه يرفع رأسه عاليا إذا حمل شهادة من أوربا أو أمريكا.
لما، ما السبب وما السر –أيها الأحباب- ؟
وهذه لن أقف أمامها طويلا لأنها جلية واضحة، إعجاب كثير من المسلمين بالغرب والسير في ركابهم، واعتبارهم القدوة الصالحة أوصلهم إلى ما أوصلهم.
ويكفي أننا وصلنا من الهوان والضعف إلى أنه إن تبرع نصراني فاسق كافر من الغرب بتوقيعه لأحدنا أعتبرها كنز لا يفنى.
والله مهزلة ما بعدها مهزلة، ومأساة ما بعدها مأساة أن يتسابق الناس لكافر نصراني أو يهودي  من أجل أن يوقع له على ورقة معه ويعتبر هذا أهم من مخطوطات وكنوز المسلمين جميعا.
نعم –أيها الأحباب- إعجابنا بالغرب، أو إعجاب كثير منا بالغرب أوصلنا إلى ما وصلنا إليه، حتى أننا رأينا من صور الإعجاب أنه إذا اشتهر رجل منهم بأحد أوجه الفساد كالغناء أو الرقص أو لعب الكرة أو نحوها وجدنا من يقلده بعد ساعات.
في العام الماضي كان هناك مكان ما يتسابق فيه الشباب، من أجل ماذا ؟
أيهم يستطيع أن يقلد رقصة  (مايكل جاكسون).
جموع الجالسين:استغفر الله العظيم
ويستطرد الشيخ ناصر احد الامثله الاخري عن   أحد شباب المسلمين حين سأل  من هو مثلك الأعلى ؟
ويجب أن يكون مثله الأعلى  هو رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ولكن اسمعوا ماذا قال:
جموع الجالسين:عليه الصلاه والسلام
قال إن مثلي الأعلى هو لاعب الكرة (ماردونا).
جموع الجالسين:لا حول ولا قوة الا بالله
ويؤكد الشيخ ناصر علي وجود هذه الحقائق :
نعم هذه  حقائق تنطق بين أظهرنا وبين جنباتنا، هذا إعجاب في الغرب أوصلنا إلى ما وصلنا إليه، أعتبرهم الكثير أنهم هم القدوة الصالحة.
حتى أن البعض يخجل أن يلبس لباسه العادي إذا خرج إلى أوربا، قد يكون البعض لا يلبس لباسه خوفا أو للأمن أو غيره وهذا قد يعذر، ولكن كثيرا منهم لا، إنما هو من باب الإعجاب.
ولذلك تجده لا يلبس أي لباس، ولو كان القصد الخوف أو الاحتياط للأمن للبس أي لباس يخالف زيّه أو شكله، ولكنه يبحث عن افضل ما أخرجت الموضات الفرنسية أو الموضات الأوربية. إعجاب وتقليد.
كذلك من الأسباب – أيها الأخوة –  التي أوصلتنا إلى ما وصلنا إليه:
الإفساد بأسم الإصلاح والتطور.
وذلك تضليل للأمة وهذا ما يحكيه سبحانه وتعالى عن المنافقين ويقول عنهم:
(وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون).
بأسم الإصلاح –أيها الأخوة- انتزعت أهم خصائص مؤسسات الأمة الإسلامية.
الأزهر بعراقته وبجدارته وبقوته بأسم الإصلاح وبأسم التطوير وبأسم التطور ضاع الأزهر إلا ما شاء الله.
بأسم الإصلاح وبأسم التطور ضاعت الجامعة الزيتونية وهي من أعرق الجامعات الإسلامية والركب يسير على هذا المنوال وعلى هذا الأمر.
بأسم التطور، بأسم الحضارة، بأسم المدنية تنتهك حرمات الله سبحانه وتعالى.
ويضرب بأمر الله عرض الحائط  بأسم الإصلاح والتطور واللحاق بالركب، وبئس الركب.
نجد أيضا أن من الأسباب أيضا:
اجتماع كلمة الأعداء علينا مع تفرقهم وتشتتهم.
(تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى). ولكنهم يجتمعون علينا.
الخلاف بين روسيا وأمريكا عريق قديم وسيظل طالما استمروا على وضعهم وعلى مبادئهم، ولكنهم يتفقون على ما يكون ضد المسلمين، هذه قضية لا يناقشون فيها أبدا.
ونحن نختلف في كل شيء إلا في الولاء لأمريكا وأوربا وروسيا إلا من عصم الله. هذا يلجئ إلى ذاك، وهذا يلجئ إلى ذاك إلا من عصم الله.
إذا قضية اجتماع كلمة الأعداء مع تفرقهم واختلاف مصالحهم، يختلفون ويتقاتلون ويتناحرون إلا في شيء واحد ما يخص المسلمين فهم يتفقون على ما يهيننا ويذلنا وينزع الكلمة من بيننا.
من الأسباب: الجهود التي بذلها المستشرقون والمستغربون أيضا.
المستشرقون أمرهم معروف ولكن من هم المستغربون –أيها الأخوة- ؟
المستغربون هم الذين ذهبوا إلى أوربا وتعلموا في أوربا وأمريكا وغيرها، وجاءوا ليبثوا ولينشروا بيننا ما تعلموه هناك كُمثل لا تقبل النقاش ولا الجدل.
يرجع أمثال طه حسين ويقول:
(علينا أن نلحق بفرنسا بقضها وقضيضها حتى في شكل اللباس).
وهو زعيم المستغربين ولا شك وأمثاله كثير في السابق واللاحق، هؤلاء المستغربون بعد نالوا الشهادات العالية من هنا وهناك جاءوا إلى بلاد المسلمين واحتلوا فيها القيادة والمناصب والريادة وقادوا المسلمين إلى التأخر والتقهقر.
هؤلاء هم المستغربون –أيها الأحباب- وهم يعيشون بيننا ويتكلمون بلغتنا، بل إن بعضهم قد يدخل إلى مساجدنا، وولله أن هؤلاء أشد خطرا من المستشرقين.
نعم تجد أن أسمه محمد وقد يكون أبوه عبد الله، والله بريء منه، ورسوله برئ منه، وإن تسمى بهذا الاسم بأنه محمد وعبد لله، ولكنه حرب وعدو لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم.
هؤلاء هم المستغربون المفتونون بحضارة الغرب، وحينما أقول حضارة فكما سموها وإلا فيه بالحقيقة ليست بحضارة، يتنزه هذا المقام، وأنزه أسماعكم بأن أعطيها ما تستحق من وصف، ولكن في قلوبهم مرض فزادهم الله مرض.
هؤلاء هم من الأسباب الرئيسية التي أوصلتنا إلى الوضع الذي نعيشه –أيها الأحباب-
انتبهوا إلى هؤلاء، ضعوا أعينكم على هؤلاء وانظروا ماذا يفعلون بأمتنا وماذا يحيكون وماذا يتآمرون.
ونستمر مع الأسباب ونجد أن من الأسباب الرئيسية التي أوصلتنا إلى هذا الوضع:
ضعف القدوات لدى العلماء والقادة.
في السابق –أيها الأحباب- كان العلماء وكان القادة هم القدوة التي يقتدى بهم ولكن هذا الجانب ضعف في عصرنا الحاضر، فلم يعد كثير من العلماء أهلا لئن يقتدى بهم.
فقدوا مقومات القدوة، نعم فقدوا مقومات القدوة الصالحة، ولذلك وبسبب ضعف القدوة لدى هؤلاء اقتدى الناس بالمنحرفين.
(إذا انفصل العلماء عن الناس، حل بالأمة الهوان).
قد لا تدركون هذا في مثل هذا البلد، ولكني أدركته في بلاد أخرى –أيها الأحباب- ذهبت إلى بعض البلاد الإسلامية وحين تسألهم أين علمائكم ؟
ويا للأسف تجد أشباه علماء لا يقتدى بهم، بل هم يقودون الناس إلى جهنم والعياذ بالله. لماذا ؟
لأنك تجد هؤلاء قد يحملون شهادات عالية ولكنهم لا يلتزمون بشريعة الله وإن تسلموا المناصب بأسم العلماء، وبأسم التوجيه وتجد أن بعضهم وهم من المنتسبين إلى العلماء مفتون بالغرب.
وقد رأيت بعضهم يحارب سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم.
ويحارب سلف هذه الأمة ويريد أن يمسك بالعصا من الوسط.
إذا ضعف القدوة لدى العلماء، أو جانب القدوة لدى العلماء، بحث الناس عن القدوة فلم يجدوها فاقتدوا بالشرق وبالغرب وبمن هب ودب. هذا سبب رئيسي.
كذلك من الأسباب وهو سبب مؤلم:
خيانة بعض المسلمين لدينهم ولأمتهم.
نعم أصبحوا عملاء للشرق والغرب، عملاء لأعداء الله فخانوا الله وخانوا الرسول وخانوا أمانتهم وخانوا دينهم.
نشوء العصبيات والقبليات.
العرب -أيها الأخوة- أمة مشتتة مفرقة، جاء الإسلام وهي هكذا، بما اجتمعت ؟
هل اجتمعت تحت لواء قريش ؟ لا.
هل اجتمعوا بأسم مكة أو الحجاز ؟ لا.
إنما جمعتهم ووحدتهم كلمة الإسلام، كلمة لا إلى إلا الله، ودان الشرق والغرب لهذه الكلمة بعد العصبيات وبعد التفرق.
في المدينة وهي قرية صغيرة كانت تسمى يثرب، الأوس والخزرج وكل واحد منهم كان يركن إلى أحد اليهود، وجاء الإسلام فقضى على هذه الأشياء.
و رأى العدو أن من افضل الوسائل التي تبعدنا عن منهجنا وعن ديننا أن ينشى فينا العصبيات، نسمع القومية العربية، القومية التركية، القومية الكردية.
بعد أن فرقوهم إلى قوميات ووجدوا أنهم يمكن أن يجتمعوا في ظل قومية واحدة، أي أنهم استطاعوا أن يفصلوا بين العربي والعجمي، بين العربي والتركي، بين العربي والهندي، بين العربي والأفريقي.
قالوا لا بل نفصلهم اشد من ذلك ولنمزقهم أشتاتا فجاءوا بالوطنية حتى تفرق الغرب أيضا إلى بلاد كل منهم ينتسب إلى وطنه.
ثم جاءوا بالإقليمية، أهل الوطن الواحد يتفرقون، هذا من وطن كذا وهذا من بلد كذا.
عصبيات وإقليميات وقوميات ووطنيات مزقوا فيها شمل أمتنا ونحن الذين نحمل اللواء مع كل أسف.
أو أقول كثير ممن ينتسبون إلى الإسلام هم الذين يحملون هذا الأمر.
فاتقوا اله وانتبهوا إلى هذا الأمر، وهو سر من أسرار الوضع الذي وصلنا إليه ولا زلنا أو لا زال كثير من المسلمين ينحدرون في هذا الطريق ولم يتوقفوا بعد حتى قال قائلهم فض فوه:

وطن لو شُغلت بالخلد عنه…نازعتني إليه بالخلد نفسي

فضل وطنه على الجنة، وبئس الرجل هو، ولن يكون الأول ولن يكون الأخير.
إذا قضية التفريق بأسم الوطنيات والقوميات والعصبيات من السباب الرئيسية التي أوصلتنا إلى هذا الوضع الذي نحن فيه.
وآخر ما أختم به هذه الأسباب:
الجبن والخوف وحب الدنيا وكراهية الموت.
هلع وخوف أدى بنا إلى ما نحن فيه.
هذه في ما أرى أبرز السباب التي أوصلت المسلمين إلى الوضع المتخلف والمتأخر الذي استطاع –وكما قلت لكم- أن يعبر عنه الشاعر عندما قال:
كم صرفتنا يد كنا نصرفها…وبات يملكنا شعب ملكناه.
و في الدرس القادم سانتقل بكم اثار هذا التخلف ونتائجة وطرق العلاج
عبد الله:الله يفتح عليك يا مولانا
احمد:الله يعزك يا شيخ












(12)
تجلس نهي بحجرتها تتذكر ايامها مع عبد الرحمن ..كيف كان يحبها ويخاف عليها ...وكيف انه حذرها من الاقتراب من هذه المجموعةفهي تعلم انه يحبها ولكنها تحب ما تفعلة في الحفلات من رقص وسماع الاغاني الميتال...فبرغم كل شئ تفعلة لن تستطع العيش بدون عبد الرحمن
ترفع الهاتف لتتصل به
الو عبدة .....
ايوة يا نهي عامله ايه
انا بخير ..بس انا حاسة اني محتجاللك اوي
عبد الرحمن:ليه ما انتي استغنيتي عني وبقيتي تسهري مع الشلة بتاعتك
نهي:عبد الرحمن ..انت عارف اني بحب اسمع الميتال هو ده اللي خلاني ادخل في الشلة دي
عبد الرحمن:طيب وانا مقلوتلكيش متسمعيش اغاني لكن ايه لزمة اللبس والتصرفات دي
نهي:اهو بقه تقاليع ...بس ده ميخلكش تسيبني
عبد الرحمن:انتي عارفة الناس بيقوللوا عليكوا ايه في الجامعة ...بيقوللوا عليكوا عبدة شيطان
نهي:دول ناس متخلفة مش فاهميين حاجة
عبد الرحمن:لا يا نهي من تصرفاتكم ولبسكم بيخللوا الناس تخاف منكم
نهي:عموما يا عبدة انا بحبك ومستعده اعمل اي حاجة عشان نرجع تاني مع بعض
عبد الرحمن:طيب نتقابل بكرة ونتكلم
نهي:خلاص هقابلك بكرة ..تصبح علي خير






(13)
تقف ايمان امام محل لبيع اسطوانات الكاسيت تطلب من البائع  اسطوانة لفرقة ميتاليكا وهي فرقة تعتبر من اشهر فرق الميتال في العالم
تاخذ الاسطوانة وتذهب في طريقها للجامعة











(14)
تقف ايمان تنتظر بقية اصدقائها وتفكر كيف ستقدم هذه الاسطوانه هدية لاحد اعضاء الميتال

تقف ايمان تنتظر بقية اصدقائها وتفكر كيف ستقدم هذه الاسطوانه هدية لاحد اعضاء الميتال

تنظر خلفها تجد عبد الرحمن يجلس مع نهي وكأن القدر اعطاها فرصتها فهي قرات قصة الكيميائي او ساحر الصحراء عدة مرات واوقفتها هذه الجملة لعدة مرات
عندما تريد شيء باخلاص فإن كل مافي الكون   ...      يتآزر معك لتحقيق هذا الشئ         ...
وها هي تتحقق الجملة ...تجري علي عبد الرحمن...ولم تكن تتخيل ان نهي التي تريد ان تبحث وجودها ضمن جماعة الميتال هي نفسها حبيبة عبد الرحمن  التي طالما تمنت ان يكون نصيبها صمتت ورسمت علي وجهها ابتسامة عريضة ..وقالت في نفسها وليكن ما يكن لن اضيع هذه الفرصة 
.....
.
.
.
لقراءه الرواية كامله 

حملها بي دي اف من هنا 
https://www.goodreads.com/book/show/18332625